الحجاب ام النقاب؟

سأتحدث عن مسألة النقاب بالنسبة للمرأة العاملة والمرأة الطالبة للعلم لأن قرار إرتداء النقاب سيشكل عائقاً كبيراً في عملها ودراستها. هل شاهدنا يوماً إمرأة ترتدي النقاب أو البرقع في أثناء مزاولة عملها؟ دعونا ننظر إلى المسألة من وجهة نظر الإسلام : الإسلام دين العقل والرحمة و اليسر و،و...أغلب النساء العاملات يعملن لكسب قوت اليوم وضمان الحياة، وطالبة العلم تدرس للحصول على شهادة تمكنها من إيجاد عمل لها في هذا المجتمع الذي لا يرحم؛
الله تعالى جاءنا بدين حنيف رحمة للعالمين .
إذا تركت هذه العاملة البسيطة عملها ،فمن سيعينها على نفسها وأهلها؟ إن الإسلام دين يسر ورحمة يا اخوتي.
أذكر جيداً في إمتحانات نهاية السنة الثالثة كيف منعت إحدى زميلاتي من دخول قاعة الإمتحانات. أسألكم مجدداً؛ ماذا ستفعل هذه الطالبة،هل ستترك المدرسة وتتخلى عن مجهود دام سنوات ولم يبقى لها إلا القليل للتخرج والعمل لمساعدة أهلها. أم من الأفضل أن تظهر وجهها فقط لتتمكن من التمتع بحقها في التعلم والتحصيل ؟
الكلام كثير...
المرأة المسلمة تستر نفسها لكي تجنب أخاها المسلم من المعصية ،فهي بلباسها تحميه من الخطأ بسببها. إذاً ألا يجب على هذا الأخ المسلم أن يساعدها أيضاً بغض بصره عن وجهها وعنها لكي تتمكن هي الأخرى من مزاولة حياتها دون الكثير من اللوم والعتاب ؟؟؟؟
كون المرأة لا تستر نفسها كما يجب ،فهذا لا يبرر أبداً نظر الرجل إليها،عليه بغض البصر.
...

بسم الله الرحمان الرحيم
نحن اولا لسنا مفتين ولكن سننقل لكم اراء اولي العلم في هذا الباب .
ان الواجب في الشرع هو الحجاب والمقصود بالحجاب هو ما يغطى الجسد الا الوجه والكفين وان لا يكون شفافا واصفا لتراسيم الجسد كما نلاحظ اليوم .
ويجب ان نحذر من الشبهة التي تجعل الحجاب مقتصر في ما تلبسه الخليجيات او الايرانيات .
ان امهاتنا وجداتنا كن يلبسن الحجاب الممثل في الجلباب.
اما النقاب فهو الفضل و الفضل هو الزيادة عن الواجب .
ولمن اراد التوسع فلينظر الى اراء المالكية.

شكرا على تفاعلكما (مريم وديما ام) مع هذا الموضوع الذي لم يلقى صدى لدا باقي اعضاء المنتدى!

نقدر لك اختي مريم مدا حرصك على تطبيق شرائع الاسلام واجتناب الوقوع في المعصية، لكن كلما بحثنا في هذه الامور ونظرنا فيها من مختلف الزوايا كلما زاد فهمنا لهاته التشاريع! خصوصا سبب نزول الآيات في هذا الموضوع!
هناك آيتان جاءتا في صيغة امر، آية الجلابيب وآية الخمار!

آية الجلابيب: قال تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) الأحزاب 95

سبب نزول الآية , أن عادة العربيات (وقت النزول) كانت التبذل , فكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وإذ كن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذالحمامات في البيوت, فقد كان بعض الفجار من الرجال يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجواري أو من غير العفيفات, وقد شكون للنبي(عليه الصلاة والسلام) ذلك, ومن ثم نزلت الآية لتضع فارقاً وتمييزاً بين الحرائر من المؤمنات وبين الإماء وغير العفيفات ,وهو إدناء المؤمنات لجلابيبهن , حتى يعرفن فلا يؤذين و تنقطع الأطماع عنهن.
والدليل على ذلك : أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى أمةً قد تقنعتْ أو أدنت جلبابها عليها ,ضربها بالدرة, لتجنب الاختلاط بالحرائر (ابن تيمية, حجاب المرأة ولباسها في الصلاة, تحقيق ناصر الدين الألباني - المكتب الإسلامي ص 37)
(يمكنكم التاكد من المصدر)

وإذا كانت القاعدة في علم أصول الفقه أن الحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً, فإنْ وجد الحكم وجدت العلة , واذا انتفت العلة رُفع الحكم , إذا كانت القاعدة كذلك , فإن علة الحكم المذكور في الأية (وهي التمييز بين الحرائر والإماء) لم تعد كائنة لعدم وجود إماء في العصر الحالي , اذا لم تعد هناك ضرورة قيام تمييز بينهما , ولعدم خروج المؤمنات الى الخلاء للتبرز وإيذاء الرجال لهن , ونتيجة لعدم وجود العلة فإن الحكم نفسه يرتفع, فلا يكون واجب التطبيق شرعاً.

آية الخمار:
قال تعالى (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين من زينتهن إلا ما ظهر منها , وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) النور 31

سبب نزول هذه الاية أن النساء كن في زمان النبي (عليه الصلاة والسلام) يغطين رؤوسهن بالأخمرة (المقانع) ويسدلنها من وراء الظهر, فيبقى النحر (أعلى الصدر) والعنق لا ستر لهما, فأمرت الآية بأن يسدلن المؤمنات للخمار على الجيوب , فتضرب الواحدة منهن بخمارها على جيبها (أعلى الجلباب) لستر صدرها (القرطبي)

فعلةُ الحكم في هذه الاية هي ( تعديل عُرْف كان قائماً وقت نزولها, حيث كانت النساء يضعن اخمرة (أغطية) على رؤوسهن ثم يسدلن الخمار وراء ظهورهن فيبرز الصدر بذلك, ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر بدلا من كشفه!

وقد تكون علة الحكم في هذه الآية هي إحداث تمييز بين المؤمنات من النساء من غير المؤمنات (اللواتي كن يكشفن عن صدورهن) , والأمر في ذلك شبيه بالحديث النبوي الموجه للرجال (احفوا الشوارب واعفوا اللحى) وهو حديث يكاد يجمع كثير من الفقهاء على ان القصد منه قصد وقتي , وهو التمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين ( الذين كانوا يفعلون العكس فيطلقون الشوارب ويحفون اللحى )

فالواضح من السياق ء في الآيتان والحديث السابق ء أن القصد الحقيقي منها هو وضع فارق أو علامة واضحة بين المؤمنين والمؤمنات وبين غير المؤمنين وغير المؤمنات، ومعنى ذلك أن الحكم في كل أمر، حكم وقتي يتعلق بالعصر الذي أريد فيه وضع التمييز وليس حكما ابديا!!

والله اعلم