منذ ظهور الإنسان على سطح هذه الكرة الأرضية منذ ما يقارب مائتي ألف عام وهو يحاول تنظيم أموره ، ويبحث عن أفضل الطرق التي تمكنه من تحسين ظروفه وبلوغ أعلى مراتب الرفاهية .
وكما نعلم ، فالإنسان ذكر وأنثى ، رجل وامرأة . لهذا ، فمن المفروض أن يتشاور الإثنان حول تحديد مستقبلهما ، لا أن تتخذ القرارات بصفة انفرادية من طرف الرجل ، وإلا كنا أمام حكم دكتاتوري .
ولنأخذ القيادة والحكم على مستوى العائلة وعلى مستوى الدولة . من يحكم ، هل هي المرأة أم الرجل ؟
لماذا ينظر إلى المرأة بأنها أصل البلايا وكل أشكال الانحراف ؟ لماذا يطلب منها أن تكون عفيفة ولا يطلب ذلك من الرجل ؟ لماذا يلحق العار المرأة وأهل المرأة ولا يلحق الرجل وأهله ؟
عندما كانت القوة البدنية هي الوسيلة المستعملة لفرض الذات ، كان الرجل يستأثر بكل القرارات ، ولكنه عندما بدأت القوة العضلية تترك مكانها للقوة العقلية بدأ دور الرجل ينحسر شيئا فشيئا ، وأصبحت الأمور تتجه نحو التوازن بين الرجل والمرأة . وعلى المرأة ألا تهلل بالنصر قبل الأوان ، فالطريق ما زالت شاقة أمامها ، فلم تحصل على حقوقها كاملة ، خاصة في بلادنا العربية .
يعاب على المرأة عواطفها الجامحة وسرعة تأثرها وعدم صمودها في المواقف الحرجة ،و يتهمها خصومها بالثرثرة والاندفاع وعدم تحكمها في أعصابها ، ولكن نقطتها الضعيفة ، في نظر الرجل ،هي وهنها وقصورها من الناحية البدنية .
المرأة هي ينبوع الحياة ومصدر الحنان والعطف ، وهذا لا ينقص من شأنها بقدر ما يرفع من منزلتها . إن ذلك يِؤهلها لأن تتبوأ المناصب التي تستلزم الرأفة والشفقة لتواسي البؤساء وتخفف عن المحرومين . وهناك نساء بلغن من الشجاعة والإقدام ما لم يبلغه الرجال ، أمثال زنوبيا ملكة تدمر وجان دارك ولالا فاطمة انسومر وحسيبة بن بوعلي و....
إن بقاء النساء في البيوت دون خروج يجعلهن يشعرن وكأنهن في سجن ، فعند أية فرصة يخرجن فيها ينطلقن في الكلام لإفراغ ما بداخلهن من حزن وألم ، فيخيل لمن يراهن أنهن كثيرات كلام .
أنا لا أريد بكلامي هذا أن تقوم حرب بين الرجال والنساء ، ولكني أريد أن أصف واقعا مجحفا في حق المرأة التي تمثل أكثر من نصف المجتمع .