ذكر الله - فضله وفوائدهالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعدفإن ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهوقوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح. ما أشد حاجةالعباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوالوقد قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَذِكْراً كَثِيراً"الأحزاب:41وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"مثل الذي يذكر ربه،والذي لايذكر ربه مثل الحي والميتوفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذاذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم،وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذاأتاني يمشي أتيته هرولةفأفضل الذكر: ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكراللسان وحده، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة بالله، ويهيج المحبة، ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً من هذه الآثار، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة.
الذكر أفضل من الدعاء
الذكرأفضل من الدعاء، لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائهوأسمائه، والدعاء سؤال العبد حاجته، فأين هذا من هذا؟
ولهذا جاء في الحديث: "من شغله ذكري عن مسألتيأعطيته أفضل ما أعطي السائلين
فوائد الذكر
ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى، والثناء عليه بينيدي حاجته، ثم يسأل حاجته، وقد أخبر النبيصلى الله عليه وسلم أن الدعاء يستجاب إذاتقدمه الثناء والذكر، وهذه فائدة أخرى من فوائد الذكر والثناء، أنه يجعل الدعاءمستجاباً
فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد،فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته، وإفتقاره واعترافه، كان أبلغ في الإجابة وأفضل
من فوائد الذكر
وفي الذكر نحو من مائة فائدة. ونذكر بعضها
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
االثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل
االثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب
االرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط
االخامسة: أنه يقوي القلب والبدن
االسادسة: أنه ينور الوجه والقلب
االسابعة: أنه يجلب الرزق
االثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
االتاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام
االعاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان
االحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
االثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه
االثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة
االرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله
االخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم" البقرة:152
االسادسة عشرة: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب
االسابعة عشرة: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر
االثامنة عشرة: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء
االتاسعة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه
االعشرون:أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم
فالفوائد لا تعد ولا تحصى
ارتأيت أن اقتصر على بعضها فقط
والســـــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته