اللحية المفقودة!!

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى"، وفي رواية: "اعْفُوا اللِّحَى وَقُصُّوا الشَّارِبْ، وَخَالِفُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى". أخرجه أحمد (2/16 ، رقم 4654) ، ومسلم (1/222 ، رقم 259) ، والترمذي (5/95 ، رقم 2763) وقال : صحيح. والنسائي (1/16 ، رقم 15)

الحديث اعلاه منسوب الى رسول الاسلام صلاة الله وسلامه عليه، قد تختلف الروايات في صيغته لكن ليس في مضمونه، فهو امر صريح من الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالامتناع عن حلق اللحى، فالتساؤل هنا: هل نطبق اوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا (عموما)!

لماذا نصر على معصية الرسول (= معصية الله)؟
قد يقول قائل ان هذا الموضوع ثانوي وقد تم تجاوزه...، هل يمكن ان نتعامل مع اوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه اللامبالات؟
لا اقصد هنا اشخاص بعينهم ولا اعضاع من الجمعية لكن اتحدث بصفة عامة، ففي بني حديفة على سبيل المثال لا تتعدى نسبة الملتحين 1% او 2%

هذا الموضوع يخص النساء ايضا، فالرجل العاص لرسول الله يمكن ان يكون زوجها، اباها،...
اللحية زينة للرجل، و تمييز له عن النساء، فإزالتها تشبه بالنساء، لذا يجب اكرامها و اعفاءها وقص الشوارب لمخالفة المشركين والمجوس وعدم التشبه بالنساء... فهذا واجب شرعا
انتظر اراءكم وتعليقاتكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا وقبل كل شيء اشكر الاخ نيش على موضوعه القيم
اما بعد ، في ما يخص موضوع حلق اللحي فقد تَكاثر الخلاف حولها بين الإعْفاء والحلْق، حتى اتَّخذ بعض الناس إعفاء اللحية شعارًا يُعرف به المؤمن من غيره.
ففتاوى العلماء تختلف ،فهناك من المذاهب كالشافعية وبعض المالكيين يقولون بأن حلق لحية الرجل ونتفها مكروه لا حرام ...بيد انه جاءت فتاوى اخرى تحرم حلق اللحي.

لست بمفتي ولكن حسب رايي اظن انه يجب التوسط في هذا الامر : اي انه لا يجب حلق اللحي كاملة ولا يجب اطالتها كثيرا كما يفعل متدينو اليهود..والله اعلم

شكرا جزيلا على ارائكم
للاخ تاريست، التحدث عن اللحية لا يعني اهمال امور الدين الاخرى! هل تؤمن باحاديث الامام مسلم؟ كتابه يعتبر صحيحا لدا المسلمين السنة، لذا هل تعتقد ان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فائدة منه (على الاقل في زماننا هذا)؟؟؟؟!!! وانه شيء ثانوي لا يستحق الاهتمام كما تفضلت؟؟
جل العلماء المسلمين يعفون لحاهم، اخي دوناس هل يمكن ان نستخرج معنى اخر من الحديث يمكِّننا من القول انه ليس من الضروري الالتزام بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟

السلام
انا لم اقل انه لا يجب الالتزام بما جاء به الرسول والقرآن...لكن حسب رايي الخاص اظن ان الاعتدال في هذا الامر ليس مكروها..وخاصة انه كما قلتُ بان المتدنيين اليهوديين يعفون لحاهم لدرجة انها تصل الى الصدر، وبالتالي وجب اختيار الوسط : اي عدم حلقها ، وعدم تركها تطول كثيرا....والله ورسوله اعلم

ما الاحظه عن المتدينين انهم يخدعون بسهولة؛تصوروا ان دوائر الاستكبارية اقصد الغرب الصهاينة بالطبع استطاعوا ان يحجموا الدين في مسائل معينة لا تمسهم من قريب و لا من بعيد و بالتالي تبقى سيطرتهم و نهبهم مستمر؛ومن بين هذه المسائل اللحية و اللباس و الفروع في العبادات؛ترى ابناء الصحوة الاسلامية يتجادلون دائما في هذه المواضيع ويختلفون ويتعصبون وقد يختصمون ؛ويلتقون مرة اخرى بل مرات ويكررون نفس المواضيع؛دون ان يفكروا في مواضيع و قضايا اخرى؛من له الاولوية هل اللحية ام طلب العلم؛من له الاولوية المعاملة ام اللباس؛ان سلم الاولويات اصبح مطلبا شرعيا فبدونه لا يمكن للامة ان تتقدم؛ولنرجع الى سيرة نبينا الكريم عليه السلام ولننظر كيف ربا الصحلبة عليهم السلام وما هي الامور التي ركز عليها.
ان كثيرا من المتدينين اصبح منظرهم مشوها لحية بدون اتجاه وقميص وسروال غير منسجمين دون ان ننسى (سبادري) reebookما هذه الفوضى ؛ان رفضت اللباس العصري فهناك اللباس التقليدي المغربي و اقول المغربي لا الافغاني غاية في الجمال و الاناقة فالبس ما شئت؛اما ان تكون بشكل غير جميل فهذا ليس من الدين و قد ينفر الناس وهذا ما يحصل.
ان المسلم يجب ان ينتبه الى القضايا الكبرى عوض عن الامور الفرعية او المختلف فيها منذ قرون.
وحسب تجربتي المتواضعة اقول كلما تغير المسلم داخليا الا وكان على الحقيقة وعم نفعه المجتمع؛اما الظاهر فسرعان ما ينهار في اول امتحان.

أشكر أخي نيتش على إثارته لهذا الموضوع المهم صراحة..
اظن أن هذه المسألة فعلا يغفل عنها الكثيرون بدعوى أن الأمر غير مهم أو فرع من الدين لكن في اعتقادي وبعيد عن المسائل الفقهية وهل اللحية واجبة أم مندوبة...أقول أن المحب لرسول لله عليه أفضل الصلاة والسلام حقا لن يدخر جهدا في التأسي بنبيه لا سيما إذا علمنا أنه كان ملتحيا..فهي شامة الرجل وزينته..
في الوقت نفسه أقول أن المحب للرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه لن يدخر وسعا في الامتثال لأوامره وتطبيق أحاديثه الصريحة دلالة وثبوتا..والتي يترتب على تركها اثم كبير أو عذاب أليم..فالنبي أمر بصلاة الفجر مثلا و باقي الأوقات في جماعة ونبه على تركها وتوعده بالاثم الكبير فكم برايك أخي الكريم نسبة الذين يصلون الفجر في بني حذيفة؟؟ (أعتقد أنها بدورها لاتتجاوز 1%)..كم عدد من يمتنعون عن الغيبة وتتبع عورات الناس..كم عدد تاركي الصلاة..كم عدد المقامرين والمختمرين وغير ذلك..
أعتقد أن الدين وحدة متكاملة لا تتجزا ومن الخطأ أخذ ما يحلو لنا منه وترك ما يشق على أنفسنا..كما أنه من العيب اتهام الناس بمخالفة السنة رغم كوننا نعرف أن الانسان قاصر ولن يبلغ درجة الكمال..
خلاصة القول..يجب الحسم مع النفس في الفرائض واجتناب النواهي والمنكرات والكبائر أولا ثم الانتقال إلى المكروه والمستحب من الاعمال بقدر تقوى وإيمان واجتهاد كل شخص ف"كل ميسر لما خلق له" و"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير "

fi3lan atafi9 ma3a al akh abou imane....kalamoka ma39ol 100%

اشكر الاخوة على ارائم
لدي تعقيب على ما تفضل به الاخ عمر، كما ذكر الاخ ابو امان و دوناس، وكما ذكرت سابقا، اذا كان هذا الامر ثانويا لماذا سيكلف الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عناء امر المسلمين به؟ تحدثت عن اللباس، لا يوجد هناك امر صريح او حديث في هذا الصدد، لكن امر اللحية لم يدع لك الرسول (ص) فيه الاختيار والا لما اعطى هذا الامر!
شيء اخر، فهمت من كلامك انه من يعفو اللحية يظهر بمظر مقزز او على الاقل غير جميل وانه على المسلم ان يحلق لحيته لكي يبدو اجمل! تراه كيف كان الرسول (ص) و اصحابه يبدون بلحيتهم؟؟؟؟!! ثم هل تعتقد انه اذا اعفينا اللحية سيصعب علينا طلب العلم و القيام بالامور الدينية الاخرى الاكثر اهمية...؟

شيء اخير، اذا اعتبرنا امر اللحية شيء ثانوي لا يستحق هذا الاهتمام، لما لا نفعل نفس الشيء في امر الحجاب مثلا الذي تقوم الدنيا عليه وتقعد في العالم الاسلامي؟ فطبقا لمنطقك التحليلي، فهو مجرد قطعة ثوب بدونها لن ينقَص من من ايمان المرأة المسلمة الشيء الكثير؟ اذا يمكن الاستغناء عنه لمسايرة العصر وتسهيل الحياة للمرأة المسلمة التي في كثير من الاحيان تجد صعوبة في تعايشها مع المجتمع خصوصا الغربية منها!
فالاسلام ليس هو الحجاب ويمكن للمرأة ان تكون مسلمة حقيقية بدون تغطية شعرها الذي يكاد يجمع عليه بانه عورة!!!

شكرا جزيلا لكم على هذا النقاش

اوضح للسيد نيش بعض الامور :انا يا اخي لم اقل ان اللحية ليست سنة ؛الذي خضت فيه الاهتمام المتزايد على اللحية؛دون اعطاء نفس الاهتمام لامور اكثر منها اهمية مثل طلب العلم و المعاملة؛وقلت تجد بعض ابناء الصحوة واقول بعض يهتمون باللحية و اللباس دون الاهتمام بامور اخرى مثل تنمية بلدتهم.
قال الشهيد سيد قطب رحمه الله :اللحية يجب ان تنبث في القلب قبل ان تنبث على الوجه.
وقال الامام الشهيد حسن البنا حلق اللحية او سدلها مرتبط بنثائج الدعوة.
وجاء التيار الوهابي المدعوم خليجيا وشدد في الامر الى درجة التكفير؛وبسببهم حار الناس في هذا الامر وفي امور اخرى.
اما الحجاب يا سيد نيش فهو امر آخر و لا مجال للمقارنة.
والله ولي توفيق

السلام عليكم،أنا أأيد راي السيد عمر و أخي أبو إيمان فيما أدليا به، ووفقنا جميعا لما يحبه و يرضاه.تحياتيييييييييي للجميع.

اختي بسمات3، لا ادري ان كنت تؤيدين اشخاص ام افكار، فعلى ما يبدو، فمواقف السيدان الذان تتفقين معهم في آن واحد انما هي مختلفة بل و متناقضة!

اخي عمر، اذا كان الموضوع الذي يدور حوله النقاش هو اللحية فمن البديهي ان تعطى له اهمية خاصة، الامور الاخرى يمكن ان تناقش لوحدها!
اذا كان قطب (لا اعرفه) قد قال وحسن البنا (قرأت عنه الكثير) قد قال ايضا، يبقى خير قائل هو خاتم الانبياء (و انت تعلم ما قاله)، اليس كذلك؟
ليس من حقنا طبعا ان نكفر احدا، لكن الست متفقا معنا ان الذي يحلق اللحية يعصي امر رسول الله صلى الله عليه وسلم (بغض النظر عن حجم المعصية)؟؟ وبالتالي فهو يعصي الله؟

اعتقد ان الفارق كبير بين الحجاب واللحية ولعلمائنا الكلمة الفصل في الامرين..الحجاب لا يختلق قيه عالمان على وجوبه وإلزاميته والاحاديث بل والآيات في ذلك واااضحة.. اما اللحية فبها حديث واحد اختلف فيه العلماء هل يعني الوجوب او الندب، والندب لا اثم فيه..ويبقى الاصل هو الاهتمام بالواجبات وترك المنكرات اولا قبل الحديث عن اي شيء آخر..فلا يعقل أن نطلب من شخص لا يعرف حتى نواقض الوضوء أن يعفي لحيته..المسألة مسألة أولويات أخي الكريم نيتش
وفقنا الله جميعا لما فيه الخير

متفق تماما مع اخواني...اختلفت المذاهب واختلف ابرز العلماء المسلمين في هذا الامر فمنهم من قال بالاعفاء ومنهم من قال بالحلق...والله ورسوله اعلم...
لكن اؤمن بان هناك من له المصلحة في صرف المسلمين عن الامور الشرعية الدينية المهمة واشغالهم بالامور الثانوية التي لطالما كثر عنها القيل والقال والتي تجعل المسلم العادي يتخبط في ثناياها وتُشغل عقله وتفكيره بدل انشغاله بالامور الاساسية التي تجعل منه مسلما حقيقيا ناصرا لدين الله الحق.

عندما نستدل بمذهب ما او شيخ ما، لا يكفي ان نذكر اسمه، من الاحسن ذكر على ماذا اعتمد كي يفتي في شيء ما! خصوصا ان هناك اختلافات! لذلك انا لست مجبرا على ان اتبع شيخ ما، لكن يمكن ان اتبع ما يقوله اذا اقتنعت!
اريد ان اختم هذا الموضوع بطرح تساؤل على من شاركوا في النقاش (مشكورون الاخوة)، لماذا لا نريد ان نعترف باننا مقصرون و كثيرا ما نحن مخطؤون؟ هل ننتضر من انفسنا ان لا نرتكب معاصي؟ اذا كان كذلك فنحن لسنا ببشر، بل وحتى الملائكة اخطؤوا حينما جادلوا الله تعالى في خلق آدم!
والانبياء الذين انزُل عليهم الوحي قد ارتكبوا اخطاء لانهم بشر!
يكفي قوله تعالى "ولو يؤاخد الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون »...
الله تعالى الذي خلقنا من عدم اعلم بنا من انفسنا، لذا جعل رحمته اول شيء يرجوه الانسان لانه فعلا في حاجة الى هذه الرحمة مهما كانت درجة تدينه!
اشكركم مجددا و السلام