ثلاث ليس بها اشتراك°°°°المشط والمنديل والسواك
كلمات قالها شاعر منذ زمن بعيد، زمن لم تكن فيه الميكروسكوبات موجودة ولا علم البكتريولوجيا قائما ولكن كان حس الذوق والنظافة حاضرا لدى الناس فوقاهم من عدد كبير من المخاطر.
في زمننا الحاضر زمن العلوم والتكنولوجيا والصناعة، ظهرت أدوات جديدة وظهرت أيضا أمراض فتاكة، والعودة إلى هذه الوصايا القديمة من الضروريات الملحة للحفاظ على صحتنا.
الأدوات الحادة
نعني بها كل أداة يمكن أن تسبب جرحا بالجلد يكون منفذا للجراثيم إلى الدم، كآلات الحلاقة باختلاف أنواعها، مقص الأظافر، إبر الوخز أو الحقن، آلات نتف الشعر، أدوات الحجامة وغيرها. خطر هذه الأدوات إذا استخدمت بصفة مشتركة من شخص لآخر أنها قد تنقل مجموعة من الفيروسات التي تنتقل عبر الدم أخطرها مرض فقدان المناعة المكتسب السيدا، الالتهاب الفيروسي للكبد B أو C اللذان يتسببان في مرض تشمع الكبد.
المشط
في فروة الشعر تعيش فطريات عديدة أقلها خطورة يسبب قشرة الشعر، وهناك أنواع أخرى أقل تفشيا تتسبب في مرض السعفة ( التونيا ) إضافة إلى القمل. كل هذا قد ينتقل من شخص لآخر عبر المشط.
فرشاة الأسنان
نستعمل فرشاة الأسنان لتنظيف الأسنان واللثة فتحمل معها عددا كبيرا من جراثيم الفم الذي يعتبر مرتعا للعديد من الفطريات والميكروبات الموجودة في الأسنان أو اللثة أو اللعاب. وإذا انتقلت هذه الجراثيم من شخص لآخر عبر الفرشاة فإنها لا تسبب أمراضا في الفم فقط بل هناك أنواع قد تسبب أمراضا أخرى في الجهاز الهضمي أو التنفسي أو غيرهما، أضف إلى ذلك أن الفرشاة قد تجرح اللثة أحيانا مما يجعلها من الأدوات التي تسبب الإصابة بالأمراض المنتقلة عبر الدم.
أدوات العناية بالأظافر
فطريات الأظافر مرض مزمن يستغرق علاجه وقتا طويلا وهو ينتقل من ظفر لآخر ومن شخص لآخر، وهذه الأدوات من مقص ومبرد وغيرهما خير وسيلة لنقلها. ثم لا ننسى أن هذه الأدوات قد تسبب جرحا بالأصابع مما يلحقها بالأدوات الحادة وخطرها. ويجب أن يبقى هذا الهاجس حاضرا حتى في صالونات الحلاقة.
أدوات الغسل
من العادات السيئة في بلادنا أن الناس في الحمامات كثيرا ما يتشاركون كيس الحمام الذي يستعمل لتقشير الجلد وهو من أهم الوسائل التي تتسبب في انتقال بعض الأمراض الجلدية كالفطريات والثآليل (التولال) كما أنها قد تجرح الجلد مما يعرض لخطر انتقال فيروسات الدم الفتاكة.
مناديل أو فوطات التنشيف
ينبغي أن تكون شخصية لأنها تتسبب في نقل العديد من الجراثيم التي توجد في مختلف أعضاء الجسم الخارجية كالأيدي، الأعين، الجلد وغيرها. فهي مثلا تساهم في انتقال الفطريات الجلدية التي تنتشر بصفة خاصة في فصل الصيف، وكذا في انتشار التهاب الأعين كالرمد (السواح) والأنفلوانزا والتعفنات المعوية الحادة وغيرها.
أشياء أخرى
هناك مجموعة من الأشياء الأخرى من الأسلم أن تبقى ذات استعمال شخصي نذكر منها :
• الملابس الداخلية تكون ملتصقة بالجلد وبالإفرازات المختلفة التي قد تحتوي على فطريات وجراثيم مختلفة قد لا تختفي حتى بعد غسلها خاصة إذا لم تتعرض للحرارة جيدا.
• مرود الكحل قد يسبب انتقال بعض أمراض العيون.
• النعل الذي يلتصق بالرجل ينقل فطريات الأصابع والأظافر.
ومع ذلك
أن تكون أدواتنا شخصية لا تدفعنا الحاجة أو الحياء أو العادة لتشاركها شيء في غاية الأهمية يحد من انتشار العديد من الأمراض، إلا أنه من الضروري أن تكون هذه الأدوات نظيفة وتستعمل لمدة محددة حتى لا تتحول إلى مرتع لجراثيم محلية، فتضر بصحتنا. كما أن هذه الاحتياطات لا نأخذها فقط مع من لا نعرفهم بل نلتزم بها داخل الأسرة الواحدة ونربي عليها أطفالنا.
لنا في رسول الله أسوة
ما أروع ما نتعلمه من الهدي النبوي في هذا المجال فقد روت لنا سيدتنا عائشة انه صلى الله عليه وسلم كانت له أغراضه الشخصية التي لا تفارقه في حضر ولا سفر ومنها المشط والسواك والمرآة والمكحلة والمدرى والمقراض وقارورة الدهن، كما أنه كان يغسل سواكه بعد كل استعمال.
صلى الله على الحبيب سيدنا محمد وسلم تسليما.